الأحد، 26 نوفمبر 2017

الأحد، 26 نوفمبر 2017

تطور مصاعد ذوى الاراده


يعد مصعد ذوى الاراده ممن قدر الله لهم الابتلاء فى احد اعضائهم احد اهم انواع المصاعد التى يجب ان تسير مجرياتها بكل سلاسه وهدوء وتكون فى سلوكها باعثه على الراحه تجنبا لإزعاجهم مما يجعل من هذا النوع من انواع المصاعد حقلا يستدعى عصف اذهان مصممى انظمه المصاعد ومتخصصى التركيب لايجاد الحلول التى تمكننا من التغلب على عقبات هذا التطبيق المميز جدا
ظهرت مصاعد ذوى الاراده فى وقت مبكر وبشكل كبير خلال أوائل 1990  بعد صدور قانون فى الولايات المتحده يلزم بأن تحتوى المبانى المرتفعه على حيز لمصاعد ذوى الاراده ويتزايد الطلب عليها باستمرار فى المبانى المنتهيه الانشاء ودور العباده  قليله الارتفاع لخدمه ذوى الاراده وكبار السن ايضا على الرغم من تكلفه تركيبها التى كانت مرتفعه سابقا 
 وتم توصيف هذه المصاعد من قبل الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين (ASME) بأنها "مصاعد الركاب التى تستخدم فى تطبيقات محدودة من حيث الحجم والقدرات والسرعة والارتفاع " 
 تتبع هذه المصاعد نفس قواعد السلامة وعوامل الامان وغيرها من متطلبات المصاعد التقليديه للمنشآت بما في ذلك القيود المفروضة على السفر بمصعد لمسافة 7.5 متر لعربه ذات مساحه 1.7 م 2  وتستوعب حموله ركاب تعادل 635 كجم ولكنها ليست بحاجة إلى انظمه طوارئ للإطفاء بسبب قله الارتفاع والحجم فى المبانى التجاريه وقصور هذه التجهيزات فى المبانى السكنيه اضافة الى قله المخاسر الناتجه عن الحرائق فى المبانى السكنيه اذا قورنت بمخاسر المبانى التجاريه ولا توجد تنظيمات تمنع اصحاب المبانى السكنيه من استخدام المواد القابله للإشتعال او التدخين وقد تتاح هذه الانظمه فى حاله قدره اصحاب تلك المبانى على دفع تكاليفها بمعنى ان يكون الامر اختياريا لا اجباريا ولكن يشترط تركيب انظمه مقاومه الحرائق للمبانى التجاريه ويتم تزويد هذه المصاعد بأنظمه تجعلها ليست محتاجه لإدارتها من قبل شخص مصاحب لذوى الاراده لعدم توافر ذلك الشخص احيانا فعوضا عنه يتم تجهيزها لتراعى من يجدون صعوبه فى استخدام اليد او الزراع فى الضغط على الازرار
تكثر هذه المصاعد في المباني المنخفضة الارتفاع بسبب حجمها المحدود وسرعتها وفي كثير من الأحيان يتم اضافتها في للمبانى التى تم الانتهاء من انشائها وحينها ان واجهنا عدم توافر حيز مناسب فإنه سيتطلب منا حلا ابتكاريا ولكن في المبنى الجديد فسيكون الامر على خلاف ذلك
بالمقارنة مع عمق الحفرة المطلوبة (سقوط البئر) لمصعد الركاب والذى يصل الى 120 سم فلن تتطلب  مصاعد ذوى الاراده سوى 30 سم لعمق الحفره كما انه يحتاج لإرتفاع اقل من المطلوب للطابق الاخير فى مصعد الركاب كما انه يحتاج لتيار احادى الطور (فازه) بدلا من ثلاثى الطور (3 فازات) مما يقلل من متطلبات البناء والتكاليف  ويزيد من سماحيه التركيب
كان التصور الأكثر شيوعا هو أن تستخدم مصاعد ذوى الاراده ذات نطاق صغير للعربه في المبانى التجارية حيث يتوافر اتساع للطرقات واماكن استيعاب هذا المصعد ولكن بسبب الابتكار التكنولوجي المستمر وزيادة الطلب عليه اصبح هناك نمو سريع لوجوده ايضا في المبانى السكنيه

اذا كان يتحتم توفير فراغ فى العربه يتناسب مع تركيب الباب الداخلى والمقابض ولوحه الازرار والاناره واستيعاب كرسى متحرك وتوظيف كامل وظائف المصعد فى هذا النمط المصغر فسنقابل تحديا نواجهه بمزيد من الابتكار لعدم قدرتنا على توفير هذا الاتساع فى بعض المبانى نظرا للمشكلات الانشائيه وأدت هذه المحددات الى توظيف الابواب بشكل مبتكر يتكيف مع توفير حيز مناسب وانتقل هذا الاثر لباقى مكونات المصعد
كانت المصاعد التقليديه قديما لا تحتوى على ابواب مطلقا حتى تم تنظيم الامر لدواعى السلامه خلال السبعينات ولكن ما زالت بعض هذه المصاعد موجوده فى عده مدن اوروبيه مثل المصعد المتواصل الذى اشرنا اليه فى انواع المصاعد والذى يظهر بالمقطع التالي

تخضع المبانى السكنية لعدم التنظيم المتاح فى المبانى العامه والتجاريه مما يجعل هناك اختلاف فى انماط التركيب فإذا كان الباب التقليدي الذى يفتح الى الخارج اعتبر حلا للمبانى السكنيه والابواب التى تخزن داخليا حلا للمبانى الاخرى التى تتسع لهذا وكان يتلازم مع الابواب بنوعيها زياده اوزانها  واحتماليه تعرض الراكب للإصابه خاصه لليد وكذلك التعرض للإنحباس ولكل ماسبق لن تجدى هذه الحلول فى مصاعد ذوى الاراده  ولكن تجلت عبقريه المصمم هنا فى الاعتماد على نمط تصميمى لأن التصميم هو المتغير الوحيد القابل للتعديل يمكننا من احتواء الابواب ومشغلاتها - خصوصا بعد تزايد الطلب على الابواب الكهربائيه تلقائيه العمل - بطريقه تعزز من توفير الامان والراحة العامة وزيادة قدره ذوى الاراده على الاستخدام

قدمت شركه كولومبيا مشغلا خطيا يسمى "روبوستا" والذي تم إنشاؤه بالشراكة مع مجموعة فيرماتور في إسبانيا وكان الهدف منه إزالة واستبدال المشغللات الكبيرة والمستهلكة للمساحه وكذلك المحركات الثقيلة الكبيرة جدا والتى كانت تؤثر على متطلبات المساحة الرأسية والوزن ليتناسب الحل الجديد مع ابعاد العمق والعرض وارتفاع الطابق الاخير الغير كافى للمشغلات التقليديه


سعت كولومبيا مع فيرماتور إلى تحسين وظيفة المشغل وحجمه والباب نفسه وطريقه تركيبه فوجدت حلا يجمع بين مشغل روبوستا مع تركيب الباب كاملا في الجدار حيث تكون فتحه الجدار الأمامي  اكبر من الباب نفسه ثم وضعت لوح ثابت تفتح الواح الباب منزلقه خلفه فيظهر كباب بثلاث سرعات واضافت الى هذا النظام تحسينات مهمه فسيعمل تحت قياده بحلقه مغلقه والواح الباب خفيفه الوزن مضاده للحريق لزمن ساعتين ويكون النظام قابلا للعمل لمليون دورة فتح واغلاق واقل استهلاكا للطاقه


باستخدام المكونات القياسيه الأوروبية الصنع من فيرماتور شرعت كولومبيا في سلسلة من الابتكارات المستمرة لتوفير المساحات المستهلكه فى الابواب فجاء الاصدار الاول المخصص لمصاعد المبانى السكنيه التلقائي التشغيل وتم تطويره ليصدر نموزج لمصاعد ذوى الاراده فأزالت المعشقات الرأسيه الثابته ووضعت بديلا لها على المسار وازاحت البكرات بعيدا عن فتحه الباب مما وفر الفراغ بين البابين واصبح بالامكان تقريب المسافه بينهما بدلا من ان يستهلك هذا الفراغ 2.5 سم كالمعتاد وكانت الفائدة الجمالية لمثل هذا التثبيت فى القدرة على تركيب  ابواب زجاجية 
لحق ذلك اعلان كولومبيا ايضا عن اصدارها المميز والذى راعت فى تصميمه ان تصبح المصاعد اصغر حجما واقل تكلفه فى شراء المكونات وتركيبها حيث تم الغاء تحريك الواح الباب بطريقه التوالى وقللت من سمك الباب لتلغى اللوح الثابت وتكلفه استيعابه فى الجدار ومع ذلك لا يزال الاصدار الاول هو الشائع   
كانت شركه كولومبيا مركزا لتحقيق تقدم مطرد في تطوير مصاعد ذوى الاراده لتقديمها حلولا جديده لخدمه افضل فى ظل سوق تتعقد وتتطور يوميا

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة المصاعد 2022 ©