ان ثمه اختلاف بين المجتمعات فى طريقه التعامل مع الامر الواحد او طرق وكيفيات استخدام وسيله ما نظرا لاختلاف الثقافه التى تنشأ عن القيم والمعتقدات ومن هنا نحاول استكشاف كيفيه تعامل اليهود مع المصعد قديما وحديثا وما هى الامور التى استدعتهم الى تصميم نظام تحكم للمصاعد خاص بهم وحدهم وكيف يمكن توصيفه والوقوف على اهم التعديلات فيه وغيرها من الامور
ان السبب الرئيسى الذى استدعى اليهود لعمل نظام مصعد خاص بهم هو امر يتعلق بشريعتهم التى تختلف مصادرها فيما بين نصوص كتابيه كالعهد القديم (التوراه) واراء القيادات الدينيه (الحاخامات) والتشريع الشفوى (التلمود) وليس من المستغرب ان يتم بناء او تعديل نظام مصعد وفقا لاحتاجات المستخدم الفعليه منه وقد سبق ان تناولنا انواع المصاعد وتبين لنا الاختلافات الكبيره بينها بسبب طبيعه الاستخدام او بسبب فكره التشغيل او طبيعه المبنى
تأثير شريعه اليهود فى كيفيه استخدام المصعد
يعتقد اليهود بسحب نصوص سفر التكوين - اول اسفار العهد القديم - ان الله خلق الكون فى سته ايام واستراح فى اليوم السابع معاذ الله عن ذلك ومن هنا فإنهم يتبعون نفس النهج ومأمورون بحسب نصوص اخرى بتقديس السبت وجعله يوم راحه وعيد
"7 لا تنطق باسم الرب الهك باطلا لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا. 8 اذكر يوم السبت لتقدسه. 9 ستة ايام تعمل وتصنع جميع عملك. 10 واما اليوم السابع ففيه سبت للرب الهك.لا تصنع عملا ما انت وابنك وابنتك وعبدك وامتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل ابوابك. 11 لان في ستة ايام صنع الرب السماء والارض والبحر وكل ما فيها.واستراح في اليوم السابع.لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه.".ومن هنا تظهر في العهد القديم من الكتاب المقدس لليهود وصية بالالتزام بيوم السبت كيوم راحة ويبدأ يوم السبت عندهم من غروب شمس الجمعه لان طريقتهم تعتمد على تقدير مده اليوم بما يسمى يوم وليله او بتعبير اخر ليله ونهار وتتضمن الشريعه اليهوديه مجموعة من القواعد بشأن الأنشطة التي يمكن القيام بها كذا المحظورة منها فى هذا السبت وتقع مفاتيح التشغيل الكهربائية من بين المحظورات وبناء على ذلك فإن اليهود الذين يلتزمون بالسبت بشكل صارم (المتدينين) مقيدون أو مستبعدون من العيش في الطوابق العليا من المباني العالية أو المشاركة في الأنشطة في المباني العامة متعددة الطوابق لعدم امكانيه استخدامهم المصعد
- سفر الخروج 20: 7-11
كيف تحايل اليهود على شريعه السبت؟
لقد تحايل اليهود على شريعه السبت والتى تحظر استخدام المصاعد فى يوم السبت لأنهم مضطرين للضغط على ازار الاستدعاء وتسجيل الطلبات وهى من محظورات السبت ولكنهم فى حاجه ماسه لاستخدام المصاعد خصوصا بعد تزايد المبانى المرتفعه مما جعل من شريعتهم عائقا للتوافق مع المستجدات فلجأو الى حيله وهى مصعد السبت
مصعد السبت
مصعد السبت هو مصعد يمتلك صياغه لنظام التحكم يجعله قادرا على استمرار التشغيل بشكل تلقائى خلال يوم السبت فقط حيث يتوقف المصعد فى كل الطوابق اثناء الصعود والهبوط بدون تدخل المستخدم للضغط على الازار كوسيلة للتحايل على حظر تشغيل مفاتيح الكهربائية في السبتو تكثر مصاعد السبت في إسرائيل حيث أن القانون يرخصها ويلزم المقاولين بها وتوجد مصاعد السبت ايضا في بلدان أخرى خصوصا التى يكثر فيها السكان اليهود بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا وأوكرانيا وإنجلترا وفرنسا والأرجنتين والبرازيل تسمح هذه المصاعد لليهود المتدينين بالإقامة في المباني الشاهقة والاستفادة الكاملة من المرافق في الفنادق والمستشفيات والمعابد وغيرها من المباني العامة
وعادة ما يتم وضع علامة على مصعد السبت للإشارة إلى أنه يعمل في وضع السبت
ان النهج الأساسي لاستخدام الحلول التكنولوجية للتحايل على حظر السبت قائم عند اليهود منذ زمن بعيد حتى قبل استخدام الكهرباء حيث انهم فى البدايه تحايلو على منع الصيد فى يوم السبت ولم يثبتو امام اغراء الحيتان لهم وبروزها بكثره فى يوم السبت واختفائها عنهم بعد السبت كما وضح القرآن الكريم هذا الامر فلجأو الى حيله الاحواض للامساك بالحيتان حتى ينتهى يوم السبت وحاليا تستخدم معظم المنازل مؤقت زمنى أو أكثر لتنظيم الأضواء والأجهزة الكهربائية لتكييف الهواء والتدفئة عند قدوم السبت حيث يتم إعداد المؤقت للعمل تلقائيا على توصيل الدوائر وإيقافها الا ان هناك متابعه على نطاق واسع من قبل الاراء الحاخامية (القرارات والأحكام التي أدلى بها العلماء اليهود تعتبر جزء من التشريع اليهودي ) والتى من ضمنها اراؤهم فيما يتعلق بمراقبة السبت بما يتماشى مع التلمود (التشريع الشفوي اليهودي)
ويجوز بدء العمل أو العمل فى يوم الجمعة (قبل السبت ) حتى لو كان سيتم الانتهاء منه في السبت ولكن ممنوع بدء العمل في السبت فقط (التلمود البابلي، السبت 17b-18a و رمبام، السبت 3: 1 الآرامية والعبريه)
ولكن خلال حرب الخليج وفي مناسبات أخرى عندما تعرضت إسرائيل لهجوم صاروخي خففت حاخامية إسرائيل الكبرى من حظر استخدام الإذاعه في السبت وسمحت بإنشاء "بث صامت" ولا تبث الإذاعة صوتا إلا عندما تكون هناك حاجة لإسداء المشورة للسكان بشأن هجوم صاروخي وشيك والحاجة إلى المأوى
مصعد السبت هو امتداد للمناقشات والأحكام المتعلقة بالمؤقتات للأجهزة الكهربائية حيث كانت هناك آراء مختلفة بشأن مصاعد السبت ففي النصف الأول من القرن العشرين اصدر أحد المصادر الحاخامية نهى عن استخدام مصاعد السبت استنادا إلى أن التشغيل المستمر للمصعد يؤدي إلى مزيد من التكاليف وقياسا على منع استخدام قطار أو عربة في السبت استنادا إلى حكم تلمودي يمنع ان ينقل بواسطه شئ يحمله آخرون لأنه يتعارض مع روح السبت (التلمود البابلي الآرامية) وفي هذه الحالة، لا يوجد أي تمييز بين النقل الأفقي أو الرأسى
ولكن هناك اراء حاخامية اخرى تأخذ نهجا مختلفا حيث تسمح بركوب في مصعد طالما أن المستخدم لا يؤدي أي عمل ممنوع وقد سمح الحاخام الأشكنازي الرئيسي لإسرائيل في الستينيات يهودا أونترمان باستخدام المصعد شريطة عدم الضغط على أي أزرار ويبدو أنه لم يكن معنيا بالتكلفه الناتجه عن استمرار التشغيل والتوقف على كل طابق حيث أن زيادة سحب الكهرباء مسموح به من قبل معظم السلطات الدينيه في حالات الحاجة الملحة
وفي عام 1983 نشر الحاخام ليفي يتشاك هالبرين دراسة شاملة لاستخدام المصعد في السبت استمرت ما يقرب من 16 عاما دراسة فى هذه المسألة والتشاور مع المهندسين المصاعد والمصنعين في جميع أنحاء العالم وخلص إلى أنه يمكن للمرء أن يصعد ولكن لا يهبط في مصعد ما لم تكن قد أدخلت تعديلات خاصة على المصعد لمراعاه اختلاف نسب الاوزان والسرعات اثناء النزول ومنع الانزلاق للعربه او سقوطها مما اعتبر نقله حيث كان من المفترض سابقا أن يكون محضورا استخدام اداه نقل فى يوم السبت وفقا للتشريع اليهودي
يعلق زيف ليف من كلية التكنولوجيا الحجج التي قدمها هالبيرين بشأن ما إذا كان وزن الشخص يجب أن يؤثر على جواز استخدام مصعد السبت بأن الناس لا تنظر في تأثير وزنها على تشغيل المصعد ولكن يقتصر اهتمامهم على الوصول إلى وجهتهم فقط ثم يستشهد بالمصادر الحاخامية المختلفة التي تقول بأنه إذا كان القصد والوعي غائبين لا يمكن اعتبار العمل محظورا في السبت (ليف في تشوميم 5:63 بالعبرية)
التقنيات بدلا من شابوس
شابوس هو المصطلح اليهودى الذى يستخدم لوصف شخص غير يهودي يقوم ببعض أنواع العمل نيابة عن يهودي في السبت لان اليهودى يحظر عليه العمل وفقا للتشريع ولكن يحظر على يهودي توظيف غير يهودي للقيام بعمل في السبت الا إذا كان غير اليهودي يتعهد العمل بمحض إرادته أو دون أن يطلب صراحة للقيام بذلك حتى لو كان غير اليهودى يحصل على مكافأة قبل أو بعد السبتعلى سبيل المثال كان من الممارسات الشائعة أن يقوم شابوس بإلقاء الحطب على النار في يوم السبت في أيام الشتاء الباردة في البلدان الشمالية في بيوت اليهود المتدينين أو حتى في المعبد
تم تشغيل المصاعد المبكرة من قبل أشخاص يعملون خصيصا للتحكم اليدوي في توقف المصعد أو تشغيله في المباني السكنية وعادة ما يعرف مشغل المصعد السكان وقد يكون المشغل قد عرف أيضا الأوقات التي سيتم الخروج فيها مما يجنب اليهودى المتدين ان يقول للمشغل أن يأخذه إلى طابق معين أو أن يستدعى المصعد فكان الشخص العامل على المصعد بمثابة شابوس ولكن عندما دخلت المصاعد إلى استخدام واسع النطاق وصلت ال بعض المباني السكنية وقاعات الطعام والمعابد اليهودية اشتغل غير اليهود في السبت للضغط على الأزرار
وكانت الأحكام الحاخامية الأخيرة بأن مصعد السبت الذي يعمل تلقائيا هو أفضل بكثير من شابوس فى يوم السبت
هيئات الموافقه على مصعد السبت
مصعد السبت يستلزم شهادة من قبل هيئه خاصه بالموافقة لتحقيق اشتراطات معينه لعدم انتهاك روح السبتففي إسرائيل هناك ثلاث وكالات تصديق أو اعتماد ولكل منها معايير مماثلة ولكنها مختلفة قليلا فى بعض التفاصيل وفقا للتشريع اليهودي والثلاثة هم معهد العلوم وحلاشة، شاكيد ومعهد زوميت يوفر معهد زوميت خدمات استشارية للشركات التي تقوم بتركيب المصاعد سواء في إسرائيل أو في جميع أنحاء العالم. أكثر من 90٪ من المصاعد السبت في إسرائيل تعمل وفقا لتعليمات من المعهد ويتم تثبيتها تحت إشرافها ز
يصدر زوميت شهادة موافقة على تركيب مصعد السبت وتتم أعمال التركيب من قبل الفنيين التابعين لشركة المصاعد الموكل لها التركيب
التعديلات الرئيسيةالمطلوبه لمصعد السبت
• جهاز توقيت لجدولة التشغيل التلقائي• فصل الأزرار اليدوية (باستثناء أزرار الطوارئ)
• برنامج للتوقف في طوابق محددة سلفا (عادة كل طابق أو اثنين) وأوقات محددة مسبقا للسماح بالدخول الآمن والخروج
• منع أي آثار كهربائية ناتجة عن دخول أو خروج المصعد عند التوقف عند كل طابق
• جھاز إنذار للإشارة إلی أن الأبواب ستغلق
• فصل أو تحييد آليات الوزن التي تقيس دخول الأشخاص إلى المصعد
• تعديلات على المحرك
• فصل إشارات التحكم الغير ضرورية وأضواء المبينات
• علامات مناسبة في المصعد وفي جميع الطوابق
وتعتمد التعديلات الأخرى على ظروف التركيب والمكونات
تشريع
وتجدر الإشارة إلى أن مسألة مصعد السبت شملت مناقشات بين الحاخامات والمهندسين ومصانع المصاعد والتركيب والمفتشين وموظفي الصيانة والمحامين في إسرائيل وقدمت أيضا على طاوله المشرعين للمناقشه كمشروع قانونفي عام 2001، أقر الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) تعديلا لقانون التخطيط والبناء لعام 1965 بشأن مصاعد السبت واشترط فى جميع المباني السكنية والعامة الجديدة التي تحتوي على أكثر من مصعد واحد يجب أن يكون أحد المصاعد مجهزا بحيث يمكن أن يكون بمثابة مصعد السبت ويسمح لوزير الداخلية بسن لوائح تتعلق بمصعد السبت وفي عام 2004، أصدر الوزير هذه الأنظمة التي تعفي المباني السكنية وبعض المباني العامة إذا كانت موجودة في البلديات أو الأحياء أو الأحياء التي لا يتجاوز فيها عدد المقيمين الدائمين 10 في المائة يهوديا كما نصت اللوائح على أي من المباني العامة يجب أن تفي بشروط مصعد السبت وتشمل هذه المنازل القديمة والمستشفيات والمعابد اليهودية والفنادق ودور الضيافة ذات الأكثر من 20 سريرا والمدارس والمراكز المجتمعية وأي مبان عامة أخرى
ولكن التشريع لعام 2001 لم يتضمن سوى آلية مصعد السبت ولم يحدد الشروط التي ينبغي أن تعمل بموجبها
وكانت الممارسة السائدة هي أن غالبية أصحاب الشقق في المبنى يقدرون ساعات تشغيل مصعد السبت ويتحمل الأشخاص الذين يطلبون عملياته النفقات الإضافية المتعلقة بتشغيله وكانت المباني التي بنيت قبل عام 2001 معفاة وكان اشتراط وزارة العدل فى قانون الملكية القائمة أنه من حاله الملكية المشتركة يجب على جميع أصحاب الشقق الاتفاق حول مصعد السبت
وفي عام 2011 تم تعديل قانون الملكية لينص على أن اقليه من السكان اليهود المتدينين تكفي لطلب تشغيل مصعد واحد في وضع السبت في المباني التى بها مصعدين مما تم بناؤهما بعد عام 2001 وفي المباني ذات مصعد واحد فقط يمكن أن تطالب تلك الاقليه بتعديل المصعد وتحديد ساعات تشغيله. ومرة أخرى ويكونو مسؤولين عن النفقات الإضافيه للتشغيل
عيوب نظام مصعد السبت
مصعد السبت ليس من دون عيوب فالمصعد الذي يتوقف في جميع طوابق المبنى ويتيح وقتا كافيا للدخول والخروج من المصعد على كل من الطوابق يزيد بشكل كبير من الوقت إلى الوجهة في المباني متعددة الطوابق وعلاوة على ذلك الاستخدام المستمر طوال السبت مما يستخدم كهرباءإضافية وتخضع لمزيد من الاستهللاك وتتطلب هذه المصاعد صيانة أكثر تواترا من المصاعد التي لا تعمل في وضع السبتأحد أهداف مصعد السبت هو السماح لليهود المتدينين بالاندماج الكامل في المجتمعات التي يعيشون فيها ويقيمون في وئام مع جيرانهم ومع ذلك فان الجيران الغير متدينين الذين يعيشون في المباني التى بها واحد أو اثنين من المصاعد قد يشعرون بعدم الارتياح عندما يعمل أحد المصاعد في وضع السبت
المشاكل الأخرى المتعلقة بمصاعد السبت قد تكون أقل وضوحا فالعديد من اليهود المتدينين على الرغم من أنهم قد يستخدمون مصعد السبت الا ان بعضهم يفضل عدم الاعتماد كليا عليه إذا كان المصعد يتهالك او يتعطل او يحدث انقطاع للتيار وحينها سيرغمون على استخدام الدرج لذا يفضلون عموما العيش في الطوابق الدنيا من المباني الشاهقة بينما يفضل العلمانيون الطوابق العليا
ليست هناك تعليقات: