تطوير المشغلات الذكية لأبواب المصاعد

تفتح بعض التقنيات الحديثة مثل تقنية تشبيك المعدات مع الانترنت - انترنت الاشياء - بابا جديدا لتطوير مشغلات ابواب المصاعد حيث تمكننا من تعديل التصميم وطريقة التشغيل وتسهيل عمليات المتابعة والصيانة حتى نتلاشى اشكاليات لا طالما اقترنت بالمشغلات التقليدية مثل ثقل المكونات وتعقيدات التركيبات وثقل حركتها واستهلاكها لحيز كبير من مساحة بئر المصعد بالاضافة الى انخفاض الكفائة وارتفاع صوتها وكذا ارتفاع تكلفة ووقت الصيانة ولزوم توفير كفاءات فنية للتعامل معها

تمكننا التقنيات الحديثة ايضا من إدارة وتشغيل معدات المصاعد في الموقع باستخدام تقنية الواقع الافتراضى المعتمدة على استخدام نظارات خاصة تسهل الوصول مسببات الأخطاء وتعين الفنى على مراقبة الاداء والاستعانة بالمخططات الميكانيكية والكهربية المخزنة فى الذاكرة الخاصة بالنظارة

ان التحول الابرز فى مشغلات ابواب المصاعد يتمثل فى العدول عن استخدام المحركات الحثية الى المحركات الخطية وكذا استبدال المكونات الميكانيكية بتجهيزات الكترونية ورقمية خصوصا بعد تطوير الكترونيات القدرة والتى تبرز بشكل واضح فى تكوين مغيرات التردد للمحركات المستخدمة فى المصاعد وابوابها وما تتيحه من انماط للتحكم فقد اتاحت هذه التشكيلة من المكونات ذات البنية  المدمجة والخفيفة سهولة وسرعة فى عمليات التركيبات ومناسبة لكل من الفنيين والمهندسين وحلا اكثر جدوى لمالكى البنايات

لقد حققت هذه البنية الحديثة زيادة كبيرة في موثوقية المكونات خصوصا اذا اخذنا فى الاعتبار ان ظروف تشغيل الابواب فى مكان مثل بئر المصعد تعد ظروفا قاسية  الى حد ما لاننا نتعرض لدرجات حرارة مرتفعة وقدر من الرطوبة طوال الفصول وفى بعض الحالات قد نتعرض لاهتزازات كبيرة ولكن الان ومع هذه البنية اصبحت محركات أبواب المصاعد اكثر موثوقية بالإضافة إلى توفير عمليات سلسة والتكيف السهل للسرعة والتسريع مع ظروف كل موقع كما انها اصبحت مجهزة بوظائف متعدده ومتوافقة مع الوظائف المستجدة

ومن الأمثلة على ذلك التطوير هو إدخال محركات أبواب المصاعد الممكّنة رقمياً ، مما يربط مجال المصعد بتقنيات إنترنت الأشياء (IoT) من خلال استخدام بروتوكول الاتصال الرقمي والواجهة في اللوحة الإلكترونية لمحرك الباب فيصبح من الممكن إنشاء بروتوكول اتصال ثنائي الاتجاه يقوم بالإبلاغ عن جميع معلمات التشغيل الخاصة بباب المصعد والتغذية المرتدة في كل دورة تشغيل ويتيح التفاعل السهل مع تشغيل النظام والمتغيرات

يفتح هذا بعدا جديدا في صيانة المصاعد ومراقبة الأداء حيث يمكن للفني الذي يستخدم جهازًا لوحيًا الاتصال لاسلكيًا بالمشغل وضبط معلمات التشغيل والحصول على التعليقات في الوقت الفعلي من شاشة الجهاز وكل ذلك دون تثبيت أي معدات إضافية أو طلب الوصول الفعلي إلى محرك الباب في الجزء العلوي من عربة المصعد وهذا يسمح بالوصول السهل إلى بيانات التشغيل الخاصة بجميع مكونات الأبواب ومراقبة دورة حياتها ، ويقلل من الفشل أثناء تشغيلها ويرفع من القدرة على التحمل في مختلف الظروف في حين يمكن إدارة جمع البيانات عن بُعد لكل مصعد بالاعتماد على بوابة على الانترنت فيما يعرف بالسحابة الالكترونية ويؤدي الوصول إلى مثل هذه البيانات في الوقت الفعلي إلى القدرة على تحسين أنشطة الصيانة والتدخل للكشف عن أي فشل محتمل مستقبلي ومعالجتها قبل تعطل المصعد

يمكن أن توفر إلكترونيات الأبواب المحسنة أيضًا واجهة قابلة للتطبيق لتطبيقات الواقع المعزز (AR) من خلال ارتداء شاشات محمولة على الرأس تمكن لفنيي الخدمة من الحصول على تعليمات تشخيصية  كاملة مع إجراءات للتطبيق وأدوات للاستخدام وهذا يمكن أن يكون أداة مثالية لتدريب الموظفين والعمل كمرشد لأفضل الممارسات لا سيما عند العمل على أنظمة مصاعد أكثر غموضا أو معقدة أو عالية القيمة وبما أن استكشاف الأخطاء وإصلاحها يمكن أن تكون واحدة من أكثر المهام التي تستغرق وقتًا طويلاً للفنيين فقد تساعد تطبيقات AR الحالية والمستقبلية في تقليل فترات توقف الصيانة والتكاليف ذات الصلة

توفر تكنولوجيا محرك باب المصعد الحديث بالفعل العديد من الوظائف ذات القيمة المضافة وكمثال على ذلك فإنه يرفع من كفاءة الطاقة فمثلا فى وضع الاستعداد يتم إيقاف تشغيل المحرك عندما ينتظر المصعد وكذا تضيف سهولة فى التثبيت حيث تتيح خاصية للتعلم الذاتي وهى إجراء يقوم المشغل بموجبه بفحص ظروف الباب وتكييف جميع المعلمات تلقائيًا مع الأبعاد المكتشفة كما تتاح وضعيات تشغيل خاصة تلقائية وأوضاع التشغيل الخبيرة مثل إعداد "نوبة ليلية" لتقليل السرعة والضوضاء أثناء ساعات الليل

الميزة المهمة التى توفرها المشغلات الحديثة هي" الكشف المستمر عن كتلة الباب " حيث يتكيف عزم الدوران الذي يطبقه محرك باب العربة تلقائيًا مع الكتلة المكتشفة لألواح الباب الخارجى في كل طابق وبهذه الطريقة يتم استخدام منحنيات التسارع والتباطؤ الأمثل والتيار الأمثل لضمان الأداء السلس حتى في المصاعد التي تستخدم فيها أنواع مختلفة من الواح الابواب الخارجية فيسهّل ذلك استخدام الأبواب الزجاجية في طابق معين والأبواب القياسية على الأبواب الأخرى  أو ألواح أكثر قوة وثقيلة في أكثر الطوابق كثافة استخدام والواح أخف وزناً في الطوابق التي تقل فيها كثافة الاستخدام

مع هذا الجيل القادم من مشغلي الأبواب الذكية نصل الى إضافة مصطلح جديد إلى معجم مشغلات ابواب المصاعد وهو آلية الابواب النمطية حيث يسمح بتحسين الاقتصادات والكفاءات على أساس نظام واحد مصمم ليعمل فى جميع ظروف المبانى لنتحرر من تكوين تصميم خاص بكل مبنى

اذا وضعنا في اعتبارنا تطبيقًا يستوجب استخدام ألواح أبواب شديدة التحمل ومتينة في الطوابق الرئيسية التي ستحمل أكبر عدد من الزيارات حيث نستخدم الفتحات الواسعة وأحجامًا كبيرة للمسارات والبكرات للتشغيل السلس والهادئ مع مشغل قوي بما يكفي لدفع هذه الأبواب بفعالية وبسبب الطلب الكلي المنخفض للطوابق العليا لا يلزمها سوى خدمة متوسطة لدعم مستويات حركة المرور الأقل فيها ففي مثل هذا التطبيق سيجبر مصمم النظام على استخدام ألواح الأبواب ذات الوزن المتوسط ​​والمزودة بحشوات ومسار مقاوم للتآكل لتحسين أوقات الفتح والاغلاق كمل يجب على مشغل باب العربة نفسه أن يعدل الآن عزم الدوران لتقليل أوقات إغلاق الباب دون تجاوز قيود الحركة واستخدام أبواب خفيفة الوزن مع بكرات أصغر لتمكين إغلاق أبواب أسرع وتقليل أوقات السفر بين الطوابق .فحتما سنحتاج الى معالجات ذكية لمعالجة مثل هذه التفاوتات بين الابواب الخارجية

يقوم مشغِل باب العربة بتعديل الاداء تلقائيا لتحريك الكتل المختلفة إلى حد كبير في كل طابق بطريقة تقلل من دورة إغلاق الأبواب دون خرق الحدود التي يحددها الكود ولكن بالنسبة إلى وجوب توافق مشغلات الابواب الداخلية مع الية الابواب الخارجية لاشتراط الاقتران الصحيح بينهما ميكانيكيا بوجود المعشقات فى نفس المكان لكل باب خارجى حتى نتمكن من الفتح والاغلاق بغض النظر عن نوع الباب هذه الحالة تجعلنا فى حاجة الى توفير المرونة الميكانيكية في كل طابق مما يسترعى الانتباه جديا الى مفهوم النمطية للابواب الحديثة ومدى امكانية الوثوق من تطبيقه فعليا

اضافة إلى هذا المستوى المرتفع من المرونة المطلوب توفيره يتوجب جدية النظر الى توفير بساطة وفعالية تكاليف تطوير المنتجات عن طريق تغيير العناصر الفردية فقط بدلاً من تغيير آليات كاملة وامكانية الاستبدال السريع للأجزاء المتدهورة وتقليل وقت تدريب الميكانيكيين وفنيي الصيانة بسبب التصميم الموحد لمشغلات الابواب بالإضافة إلى أسعار أكثر تنافسية بسبب زيادة واتساع انتاج هذه المكونات

خاتمة

قديما شكك الناس فيما إذا كانوا سيعلقون في صندوق معلق على ارتفاع عشرات أو مئات الأقدام في الهواء بواسطة كابل ولكن في وقت لاحق أصبحت مخاوف السلامة أقل بعدما وثق المستخدمون فى الاشخاص الذين يوظفون فى تشغيل المصعد يدويا للمستخدمين ولكن في النهاية جاء المصعد الذي يعمل تلقائيًا بدون سائق مما أثار نفس النوع من الأسئلة التي نسمعها اليوم عن السيارات ذاتية القيادة الا انه وبفضل جهود تسويق الصناعة في وقت مبكر التى روجت لامكانية توفير الراحة والامان التام فالأطفال وكبار السن سيضغطون على الأزرار في المصاعد بدلا من تحكمات الموظفين على المصاعد ففي عام 1945 بدأت نقابة مشغلي المصاعد في مدينة نيويورك في الإضراب فعجل هذا من التحويل من التشغيل اليدوي إلى المصاعد الأوتوماتيكية بالكامل بشكل كبير وتبخرت هذه المخاوف القديمة

الان ونحن في عام 2018 ، تتطور تكنولوجيا المصاعد قدمًا دون هوادة ولكن في هذه الأيام تقل مخاوف السلامة ويزيد الاهتمام أكثر بتحسين تجربة المستخدمين بالاعتماد على المصممين الذين يجابهون الكثير من العقبات والاشتراطات التى لا يشاهدها ولا يهتم بها المستخدم وفى هذا الجانب يتجلى تطوير مشغلات الابواب التى توفر السلاسة والهدوء للمستخدم ويختبئ خلفها الجهد المبذول فى توفير المرونة والكفائة والجدوى