ابواب المصاعد الحديثه للبنايات البرجيه عالم من الاسرار

نموزج لبنايات شاهقة الارتفاع
وطرق تشغيل المصاعد بها

فى موضوعنا السابق انتهينا الى ان ظروف التشغيل للمصاعد البرجيه افترضت اجراء تعديلات على خامات الابواب وطرق تحريكها لتقليل تكلفه الصيانه واستهلاك الطاقه نظرا لعدد مرات الفتح والاغلاق الغير مسبوقه مقارنه بالمبانى العاديه والتى لم تكن الابواب العاديه ان تتلائم معها مما ادى الى ان يشمل التعديل مقدار وزن الباب والتصميم الميكانيكى لأجزاء الباب وكذلك التصميم الميكانيكى والكهربى لمحرك الباب

ويكون الباب فى مثل هذه البنايات عبارة عن نوعين الاول يتم تركيبه على فتحات الادوار والثانى لفتحه العربه ويتم الربط الميكانيكى بين البابين
حتى يتم الفتح والاغلاق بصورة تلقائيه منعا لتدخل المستخدمين فى الفتح والاغلاق حرصا على الوقت وتقليل الاعطال ويتم تركيب كلا من النوعين على اطار ثابت يحتوى على عتبه بها مجارى يتحرك فيها أحذيه الباب مما يقلل من تكلفه الصيانه او الاستبدال حيث يتم استبدال الاجزاء التالفه فقط والبقاء على الاطار الثابت والعتبه فنادرا ما يتعرضان للتلف

عاده ما يتم تصميم ابواب المصاعد بناء على توحيد المواصفات القياسيه للجهات المصنعه
وتشترط هذه المواصفات ان يتلائم الباب مع دورات حركه تتعدى حاجز ٨٠٠٠٠٠ مرة فتح واغلاق فى السنه الواحده بما يقارب معدل ٢٢٠٠ مرة فى اليوم الواحد مهما اختلف نظام المصعد بالطبع فان مجرد سماع مثل هذه الارقام يصيبنا بالفزع فنحن الان مضطرين لتعديلات جوهريه على الباب ككل مع المحافظه على عناصر التأمين الميكانيكى والكهربى

نموزج يوضح كثافة اعداد مستخدمى المصعد فى بعض اجزاء البنايات البرجية

كما تشترط المواصفات القياسيه توحيد عرض الواح الابواب المتحرك وكذلك ارتفاع الابواب الذى يكون من ٢ م الى ٢.٢ م لتتوافق مع الباب الداخلى من ناحيه فتحه الدخول الى العربه او مرونه الربط الميكانيكى بينهما

كما يشترط توافر اداء مناسب للظروف المستجده بحيث يشعر المستخدم بالامان والراحه ومن متطلبات الاداء تقليل الزمن المستهلك فى الفتح والاغلاق بحيث لا يتجاوز حاجز الثانيتين وهو زمن قليل بالنسبه للابواب العاديه طبعا يتحكم فى هذا الزمن وزن الالواح المتحركه وطبيعه المحرك الغير تقليدى والذى سنتطرق اليه في نهايه موضوعنا الحالى

ومن ضمن متطلبات الاداء توفير تسارع ناعم عند بدايه التحريك وتباطؤ ناعم قبل التوقف حفاظا على مكونات الباب الميكانيكيه والكهربيه وتوفيرا للطاقه ولمزيد من الاحساس بالارتياح للمستخدمين

كما ان من ضمن متطلبات الاداء ان تقل نسبه الضجيج الناتج عن حركه اجزاء الباب حيث تكون النسبه اقل من ٥٥ ديسيبل (وحده قياس الضوضاء) على مسافه متر واحد من الباب حتى لا تكون ابواب المصاعد مصدرا للازعاج

كما يشترط توافر وسائل الامان باستخدام الحساسات الضوئيه على فتحات الابواب لتأمين العبور الامن من والى العربه ورصد تحرك الاشخاص بالقرب من الابواب او مدخل العربه كما توجد حساسات كهروضوئيه لتأمين اغلاق حواف الابواب وتوجد متحكمات ضوئية للتأكد من انطباق حواف الابواب على بعضها وماسحات ضوئية للتأكد من وجود اشخاص لتحذيرهم من اغلاق الباب كما يوجد حساس رادارى يقلل من الازدحام اثناء العبور كما توجد حساسات كأسوار ضوئيه للحمايه من الحريق عبر الابواب

بعض الحساسات الضوئية للابواب الحديثه

 كما تشترط ضرورة وجود اغلاق ميكانيكى للباب يضمن عدم فتح الابواب بدون وجود العربه خلفها وعند وجودها يتم الفتح بواسطه الربط الميكانيكى بين الباب الداخلى والباب الخارجى

وننهى موضوعنا بالحديث عن محرك الباب وهو من النوع المغناطيسى ذى التيار المستمر

شكل رأس الباب الحديث بحيث يوجد المحرك فى العلبه اعلى شمال الصورة

رسم توضيحى لبعض مكونات باب حديث

فهو مصمم بطريقه تضمن وجوده داخل حيز مغلق وتعزله عن الوسط الخارجى مما يقلل من اعمال الصيانه ويساعد على اطالة عمر الباب
كما يتوافر فى الباب امكانيه التشغيل على اى مصدر جهد من ١١٥ الى ٤١٥ فولت بالطبع يكون هذا النوع من المحركات صغير الحجم واقل استهلاكا للطاقه مقارنة بالمحركات ثلاثية الطور التحريضيه كما يتوافر لهذا النوع من المحركات ميزة الدقه العاليه فى الاداء ولا يحتاج لتجهيزات ميكانيكيه معقده مما يساعد على تقليل معدل الخطأ فى الفتح والاغلاق
من الشائع فى قيادة المحركات للابواب التقليدية تغيير السرعه عن طريق
تغيير التردد بطريقه تضمن ثبات نسبه الجهد على التردد ولكن تسبب هذه
الطريقه استهلاكا مرتفعا للطاقه بالمقارنه بالطرق الذكيه الحديثه لقيادة
المحركات التى تستهلك فى الطاقه نسبه تقل عن ٦٥ ٪ من النظم التقليديه مما ادى الى استخدام الانظمة الذكيه بكثافه فى المصاعد الحديثه

مخطط استهلاك الطاقة لنوعى الباب الذكى الى الشمال والتقليدى الى اليمين

وبتوافر مثل هذه التقنيات نكون قد ولجنا عصرا جديدا من تقنيات الابواب الحديثه التى ستغير معها مفهومنا القديم عن الابواب التقليديه التى بدأت من شرائح الخشب وانتهت بشرائح الصاج والاستنالس وكذلك مفهومنا عن طرق الاغلاق الميكانيكى والتأمين الكهربى