عرضنا التالى يوضح التغيرات الميكانيكيه التى أدت فى تسلسلها الى تصغير حجم محركات المصاعد الى حجم صغير جدا لم يكن متوقعا من قبل وما الهدف من ذلك
تناولنا فى الموضوع السابق بعض الحلول التقنيه لتقليل الطاقه اللازمه لتحريك المصعد والتى كان من ضمنها اجراء تعديل على احجام المسننات الدوارة المستخدمه فى التحريك بحيث يكون هناك قرصا مسننا صغيرا وآخر كبيرا بدرجه من المشابهه بنظام تحريك الدراجه الهوائيه مما يقلل معه من الطاقه المستهلكه
ونظرا لأن النظام الميكانيكى وقتها كان يعتمد اساسا على لف الحبل على طارة لرفع العربه او فكه عن الطارة لخفض العربه - وهو نظام غالبيه الاوناش حتى الان- بالتالى يحتاج النظام لطاقه تكفى لرفع كامل الوزن المحمل رفعا مباشرا وهى بالطبع قيمه كبيرة كما كانت هناك حاجه الى زياده قطر هذه الطارة لزياده عزم التدوير وكل هذا وذاك ادى الى تكبير مسننات المحرك لدرجه كبيرة جدا خاصه مسنن القياده لتقليل الطاقه اللازمه للتحريك من ناحيه ورفع قدرة هذه الاجزاء الميكانيكيه على تحمل تأثير الثقل الكبير الذى تحركه حتى لا تنهار هذه الاجزاء
كما كان من دواعى تأمين هذا الحمل الثقيل زياده اعداد الحبال المستخدمه فى التعليق مما تسبب فى تكبير حجم تلك الطارة التى يلتف الحبل عليها لتتسع الى ما يقارب ثلاث او اربع اضعاف مساحتها السابقه التى كانت تتسع لحبل واحد فقط واصبحت تتسع للف ٣ او ٤ حبال بالاضافه الى ذلك كبر حجم قاعده تثبيت المحرك وكذا الفرمله الميكانيكيه عندها بدت محركات المصاعد كأجسام عملاقه
الا ان احد حلول تخفيض الطاقه اللازمه للتحريك اعتمدت فكرته على تقليص الطاقه المستهلكه فى التحريك عن طريق تقليص الوزن المرفوع الا ان الوزن المرفوع يعتبر ثابت نوعا ما حتى مع تخفيف وزن العربه عن طريق اختيار خامة الخشب نظرا لان وزن الراكب فى العربه ورفعه بطريقه لف الحبل بشكل مباشر يحتاج لطاقه كبيره
لكن تم اقتباس فكرة الروافع واقحامها فى المصاعد خاصه ذلك النوع من الروافع الذى توجد فيه قوتان مختلفتان على جانبى محور ارتكاز
تذكر تلك الارجوحه المكونه من لوح خشب وعلى كل طرف منه يتم وضع وزن ما وفى منتصف لوح الخشب يرتكز على جسم ما هنا فى هذا المثال عندما يكون هناك وزن فى ناحيه ما والناحيه الاخرى فارغه ونريد رفع الناحيه الاولى سنحتاج الى قوة كبيرة تضغط على الجهه الثانيه (الفارغه) ولكن مقدار هذه القوة يتناقص بزياده مقدار الوزن الذى نضعه فى الناحية الفارغه بمعنى ان طاقه التحريك لهذه المنظومه هى طاقه تحريك فرق الوزن بين الناحيتين وهى ما نسميها حاليا بتقنيه ثقل الموازنه والذى تناولناه بالشرح هو وطريقه الموازنه فى موضوع سابق
فاصبحت المنظومه عبارة عن عربه مربوطه فى طرف حبال والطرف الأخر يتم ربط الثقل فيه ولكن يمر الحبل على طارة المحرك فى مسافه بين العربه والثقل تتغير على طول الحبل بتغير ازاحة العربه
بعد هذا التحول فى ميكانيكا محرك المصعد لم نعد مضطرين الى لف الحبل على طارة كما كان سابقا ولكن نحتاج الى مجرد مروره على الطارة لتتحرك المنظومه ولكن كيف يتم امساك او تثبيت حالة هذه المنظومه فى كلا من الحركه او السكون منعا لانزلاق الحبل من على الطارة والذى كانت المعالجه السابقه هى لف الحبل على الطارة للامساك ثم يأتى دور الفرمله لمنع تحريك طارة القياده
تم التفكير فى حفر مجارى على الطاره تمر الحبال من خلالها اثناء التحريك فتم حفر المجرى كحرف u فتم ملاحظه ان المحرك تقل قدرته وكذلك سرعته نظرا لانزلاق الحبل داخل هذا المجرى
فاصبحنا مضطرين الى اجراء تعديل ما على هذا المجرى بشكل يشبه انحسار الحبل داخل المجرى اثناء الحركه او التوقف فتمت خراطه المجارى على شكل حرف v فمع تأثير شد الوزن من الناحيتين للحبل يتم احكام تعشيق الحبل فى المجرى لانه يحاول النزول من الجزء الواسع للمجرى فى الاعلى الى الجزء الضيق فى الاسفل ادى هذا الحل الى تقليل الطاقه اللازمه للتحريك ورفع كفائة المحرك من ناحيه القدرة والعزم والسرعه
الجدير بالذكر هنا ان نظام المسننات والفرمله ما زال موجودا الا انه تم تصغير هذه الاجزاء وتم تضغير طارة الجر ايضا وكذلك الفرمله وباقى المكونات حتى وصلت الى شكل المحركات الترسيه الحاليه والتى تستخدم فى البنايات قليله او متوسطه او عاليه الارتفاع
الا انه ومع ظهور التوسع الرأسى للمبانى وزياده الارتفاعات بالتالى يلزم زياده سرعه تلك المحركات مما قد يسبب مزيدا من الاهتزاز الناتج عن التحرك بسرعه وكذلك مقدار الطاقه الكهربيه والتى تزداد بزياده الارتفاع فما هو الحل لهذه المشكله؟
لقد آن الاوان ان نقتلع اسنان محركات المصاعد التى كانت فى البدايه احد حلول تخفيض الطاقه حيث اصبحت الان تتسبب فى رفع مقدار الطاقه فى البنايات المرتفعه وشاهقه الارتفاع فتم الابقاء على طارة الجر لتحريك الحبال والفرمله للامساك وتثبيت الحاله فتم تصغير حجم المحرك بدرجه كبيرة
ولكن كيف ستتم الحركه بدون مسننات فمع ان طريقه المعالجه هنا كانت ميكانيكيه الا انها تطليت معالجه كهربيه للمحرك لكى يتم التحريك فكيف كان شكل المعالجه الكهربيه بعد نزع مسننات محركات المصاعد هذا هو ما نتعرف عليه فى الموضوع التالى انشاء الله تعالى
وقبل انتهاء هذا الموضوع ينبغى الاشارة الى ان كل هذه المعالجات التى اجريت على المحرك كانت بهدف تخفيض استهلاك الطاقه نظرا لارتفاع تكلفتها سواء كانت طاقه بدنيه او طاقه كهربيه سعيا الى ان تكون ذا جدوى من غير استهلاكها فى تحريك اجسام ثقليه فى حين انه يمكن الاستعاضه عن تلك الاجسام بتقنيات بسيطه تجعل استهلاك الطاقه فى محله لتنطبق مقولتى التى نشرتها منذ شهور على صفحات التواصل الاجتماعى "ان القدرة على الابتكار لا تكمن فى ايجاد الحلول بل فى مدى بساطه تلك الحلول"
ليست هناك تعليقات: