الأربعاء، 8 يونيو 2016

الأربعاء، 8 يونيو 2016

هل صارت المصاعد اكثر ذكاء عندما نبض قلبها‎ ‎



فى موضوعنا الحالى سنتناول ميلاد النبضات وكيف جعلت المصعد اكثر دقه من ذى قبل واكثر سهوله فى التركيب والضبط ايضا
فهل كانت المصاعد القديمه اقل ذكاء من المستخدمه حاليا ؟ بالطبع لا لأنها كانت قادره ومناسبه لحينها فى تلبيه متطلبات المستخدمين وقتها ولكن اكتساب المصعد مزيدا من الذكاء كان ولا يزال مرتبطا بمدى تطلعات المستخدمين للتطوير ودائما ما يرتبط عقل المصعد (نظام التحكم) بعقل من يفكر ويعمل على تصميمه وتجريبه
سنحاول الان دراسه القلب النابض للمصعد الذى ساهم فى رفع مستوى اداء عقل المصعد
فى التدوينه السابقه تعرفنا على النظام المميز للتحكم فى المصعد وهو نظام انتخاب الطوابق السليكتور وهو الشئ الذى يميز هذا النظام عن غيره من سائر انظمه التحكم فى المحركات وتناولنا بعض مراحل التطوير لتطبيق الفكره عمليا واوضحنا ان الفكرة فى البدايه طبقت عمليا بمكونات ميكانيكيه بحته تساعد على توصيف وتحديد مكان العربه فى البئر بدقه

تم احلال الاجسام الميكانيكيه الدوارة سواء طارات او تروس بدلا من انظمه السليكتور الميكانيكى الراسى وتم ربط دورانها بحركه العربه نفسها
الا ان احد الحلول العمليه للانظمه الدوارة كانت اكثر ذكاء ! لتخليها عن فكرة الربط المباشر بالعربه لتحديد المكان واعتمادها فكره الربط بحركه المحرك نفسه بناء على مدى الازاحه (انتقال العربه من مكان لآخر) الناتج
عن حركه طارة المحرك يتم تحديد مكان العربه فعندما تدور طارة المحرك عدد دورات معينه تكون تحركت العربه مسافه معينه
ويتم توصيل نقاط تلامس على الجسم الميكانيكى الدوار للسليكتور (نقطه لكل دور) مما يساعد فى تحديد المكان بدقه بناء على حركه طارة المحرك او بمعنى آخر بناء على مقدار الازاحه التى تنتجها طارة المحرك
كان هذا التطبيق بمثابه نقله كبيرة لنظام قياده محركات المصاعد حيث يمكننا التحكم فى محرك المصعد بواسطه تحليل اداء هذا المحرك
مع تطور التقنيات فى مجال الفيزياء وخاصه الالكترونيات واشباه الموصلات وهى مواد لها خصائص التوصيل الكهربى وممانعه التوصيل فى نفس الوقت تم التوصل الى صناعه الترانزستور وهو بشكل مبسط يمكن اعتباره كمرحل (ريليه) يستخدم فى توصيل دائرة ما ونفس الوقت فصل دائرة اخرى ولكن يميز الترانزستور الصغر المتناهى مقارنه بالمرحل مع تقليل التيار المستخدم بالتالى كميه الحرارة الناتجه عن الفقد فى الطاقه الكهربيه مما نقل العالم بأسره الى عالم الاجهزة صغيرة الحجم بل متناهيه الصغر ايضا حيث ظهرت تقنيه الدوائر المتكامله وهى قطعه صغيرة جدا يمكنها القيام بدور تقوم به مجموعه دوائر تحتوى مكونات كبيرة ومتعدده الاختلاف
وصاحب كل هذا استخدام ما يسمى بالنبضات الكهربيه فى التحكم الالى
قديما كانت انظمه التحكم وبالاخص السليكتور فى المصاعد يعتمد على الفصل المتواصل او التوصيل المتواصل للاشارة الكهربيه ولكن نظام النبضات الالكترونيه الجديد يسمح بتسجيل مرات وصول الاشارة وانقطاعها او العكس وتحليل هذا العدد ليقترن بأمر ما فى نظام التحكم الالى مما ساهم فى امكانيه التخلى عن السليكتور الميكانيكى فى عد الادوار التى تتحرك خلالها عربه المصعد واعتماد عد النبضات الكهربيه بواسطه انظمه التحكم المنطقيه المبرمجه باستخدام حساس واحد عبارة عن جسم صغير يركب فوق العربه يتم فصل نقاطه او توصليها بمروره على شرائح مغناطيسيه مثبته على دليل الصاعده بكيفيه معينه _ سنتناولها لاحقا _ مرات الفصل والتوصيل هذه ترسل كنبضات او اشارات كهربيه متقطعه الى لوحه التحكم فيتم تحليلها بواسطه البرنامج الى عد الادوار وتحديد المكان بالتالى تفيذ امر التحرك او التوقف او تغيير سرعه المحرك
ومع التقدم الصناعى تم استبدال النبضات التى تحدثها شرائح المغناطيس بنوع او وسيله اخرى اكثر دقه وهى الحساسات الضوئيه التى تستخدم فى التحكم الالى بناء على وجود الضوء او عدم وجوده بواسطه قطعه ارسال واخرى للاستقبال
تم تطوير هذه الحساسات واستخدامها فى عد النبضات حيث مرات وصول الضوء وانقطاعه تولد النبضات الكهربيه مما ساهم فى وجود ما يسمى بالمشفر الضوئى (انكودر)


 مما عاد بنا الى الخلف لم لا يتم تحليل اداء محرك المصعد باستخدام مشفر ضوئى يركب على محور دوران المحرك به جسم دائرى موضوع بين نقطتى الارسال والاستقبال ترتبط حركه هذا الجسم الدائرى بحركه المحرك ويوجد على هذا الجسم الدائرى ثقوب تسمح بمرور الضوء بين نقطتى الارسال والاستقبال فى اماكن الثقوب وتقطع الضوء فى اماكن ما بين الثقوب فتتولد نبضات بناء على
حركه المحرك تستخدم فى تحديد سرعه المحرك ومقدار الازاحه التى يحدثها المحرك مما يساعد على تحديد مكان العربه من ناحيه وتنفيذ اوامر برمجيه تؤول الى اوامر تحكم عمل المصعد



ساهم هذا النوع من المستشعرات فى رفع دقه اداء المصاعد بشكل كبير خصوصا بعد تطبيق نظام تعدد مستويات الثقوب وتعدد المرسلات والمستقبلات مما ادى الى انتاج كلمه او جمله رقميه كامله بدلا من رقم واحد او رقم صفر لفصل الضوء او توصله بمستوى ثقوب واحد لنقطتى ارسال واستقبال واحده فاصبحت لكل من هذه النقاط حاله معينه ربما تختلف او تتوافق مع مع المستويات الاخرى
فامكن تحليل محصله هذه الحالات لتعطى امرا برمجيا معينا وفى نفس الوقت ربما تعطى حاله كل نقطه بذاتها امرا برمجيا معينا مما اضفى على المشفر الضوئى تعقيد ايجابيا يساهم فى تطوير قدرات نظام التحكم عقل المصعد ليصبح اكثر تقدما وذكاء بواسطه النظام الرقمى الناتج عن نفاذ الضوء وعدمنفاذيته والمقترن بحركه محرك المصعد
والذى اسس لهذه التقنيه فى المصاعد هم الفنيين القدامى الذين حاولو ربط السليكتور الميكانيكى للمصعد بحركه الطارة ربما كانو غير متوقعين ان هذه الفكره ستصبح حلقه من حلقات تقدم ذكاء المصاعد فى المستقبل

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة المصاعد 2022 ©