اصبح من الواضح الان ان التقنيات فى تطور متلاحق ويتسارع هذا التطور نظرا للعمل المستمر على المواد والمنتجات والتطبيقات لوضع سلسلة من الحلول والاستخدامات التى لم تكن ممكنة من قبل مما قد يغير من مسار العالم ووجهة نظرنا عن الاشياء ويرجع الفضل فى هذا الى اولئك الذين ينجحون فى انتاج عناصر تساعد على جعل حياتنا اسهل من ذى قبل .
من المؤكد أن مصاعد المستقبل ستكون مختلفة بعض الشيء عن تلك التي نعرفها اليوم فبالإضافة إلى تحقيق اشتراطات السلامة وتوفير الراحة للمستخدم فسوف تتطور المصاعد أيضًا من حيث التصميم والكفاءة وإمكانية الوصول والتفاعل مع المستخدم ومع الأخذ بعين الاعتبار التقنيات الجديدة التي بدأت تظهر وسوف تظهر على مدار الاعوام المقبلة والتى اذا تم تطبيقها في مصاعدنا فسيمكننا أن نتخيل ونتصور ما ستكون عليه مصاعد الغد لذا سنحاول فى الفقرات التاليه تناول بعض هذه التقنيات بالتوضيح.
التعرف الذاتى للمصعد على المستخدمين:
تتيح تقنية السماح بالوصول اعتمادا على القياس الحيوى Biometric Access ان يتعرف المصعد على مستخدميه تلقائيا بدلا من استخدامهم للبطاقات او الشفرات الالكترونية فبمجرد الوصول إلى عربة المصعد واقتراب المستخدم من المدخل سوف يتعرف المصعد على الشخص عن طريق التعرف على الوجه أو العين أو الأصبع فتفتح الأبواب أمامه وبمجرد دخولنا العربة سيتعرف المصعد على أوامرنا ويطيعها من خلال الصوت أو أي ميزة مادية أخرى يمكن التعرف عليها بواسطة المصعد.
تشغيل المصعد بدون ازرار:
بفضل تقنية واجهة المستخدم الطبيعية Natural user interface (NUI) يمكننا التفاعل مع المصعد دون الحاجة إلى أزرار أو أي عنصر مادي آخر من خلال الحركات الإيمائية أو الصوت أو الفكر كما يمكننا أن نشير إلى المصعد الذي نرغب في الذهاب إليه او الاتصال بالفني في حالة التعطل بدون استهلاك المزيد من الوقت.
مصاعد صديقة للبيئة:
سوف تستخدم المصاعد طاقة متجددة ونظيفة بنسبة 100٪ مع كفاءة استخدام الطاقة المثلى لاستخدامها ودون ترك أي بصمة كربونية في غلافنا الجوي وسيقل استهلاك الكهرباء ووستقل التكلفة الاقتصادية أقل مما سيحسن أيضا الظروف المعيشية للبلدان النامية.
تقنيات النقل النظيف:
استنادًا إلى مشروع "Hyperloop" (وسيلة نقل نظيفة تسمح لنا بالسفر من سان فرانسيسكو إلى نيويورك في ساعة واحدة) والتى ابتكرها Tesla Elon Musk سيمكننا السفر بسرعات أعلى بكثير باستخدام الرافعات المغناطيسية وهى تقنية لا يقتصر استخدمها على الرحلات القصيرة فحسب بل تسمح بتشييد مبانٍ أعلى بدون أن تعوقنا التداعيات السابقة للسفر من الطابق الأول إلى الأخير ويجب أن نأخذ في الحسبان أيضًا التوفيرات الكبيرة في الفولاذ والمواد فى الكابلات والآليات المختلفة مع زيادة سلامة المصعد حيث أن هذه التطبيقات ستزيل المقاومة الموجودة في كابلات الفولاذ والأسلاك.
تشبيك المصاعد مع الانترنت:
في المستقبل سيتم توصيل كل شيء بالإنترنت وبسرعات اتصال أعلى بكثير من السرعات الحالية وسيمكننا الوصول إلى المحتوى الموجود على الإنترنت من المصعد نفسه وسيقوم المصعد بعرض المحتوى المناسب وسيبلغنا بما يهمنا خلال الرحلة.
مرونة فى التصميمات الداخلية:
بمجرد دخول العربة وبعد تعرف المصعد علينا من خلال القياسات الحيوية ، فإن التصميم الداخلى للعربة سوف يتكيف مع المستخدم وستم تعديل المكان والضوء وستظهر المقاعد وسيتم عرض صور مختلفة على الجدران وسنستمع الى الموسيقى المناسبة لأذواقنا وإذا كان هناك اكثر من مستخدم داخل العربة فإن المصعد سيخلق بيئة ملائمة للجميع.
الذكاء الاصطناعي (AI):
سيعرف المصعد كيف يتصرف وفقاً لأعمالنا وأوامرنا وعواطفنا وسنمضى فى رحلة تم تهيئتها حسب رغبتنا وسيبقى المصعد منتبها لنا ومهتما بنا لأن هذا هو مصعدنا الذكي الذي سيعرف كيفية التصرف بشكل مثالي في أي موقف.
تكنولوجيا النانو:
هل يمكنك تخيل أن المصعد سيتم إصلاحه على الفور دون الحاجة إلى الانتظار لفترة طويلة أو تدخل فني؟ أو أن أي أوساخ أو أضرار قد تختفى تلقائيا من المصعد الخاص بنا مما يجعلها دائما فى حالة جيدة مثل المصاعد الجديدة؟ بفضل تقنية النانو والذكاء الاصطناعى سيكون كل ذلك ممكنا لأننا نستطيع التلاعب بالهياكل الجزيئية وذراتها.
الحواسب الكمومية:
كل هذا الكم من العمليات الحاسوبية والتكنولوجية التي تمكن المصاعد من تحقيق وظائفها ستكون فى المستقبل جزئيات صغيرة بفضل الحواسيب الكمومية فعلى العكس من أجهزة الكمبيوتر الثنائية التي يجب أن تكون البتات فيها في الحالة 1 أو الحالة 0 تستخدم أجهزة الكمبيوتر ذات تقنية الكم تراكبًا للسماح بجميع الحالات بين 0 و 1 مما يسمح بالكثير من المعالجة بشكل أسرع.
ليست هناك تعليقات: