ما هذه التقنيات التى تجعل المصاعد اشبه بالعفاريت
اذا كان هناك امورا مستحيله فسينقسم الناس حيالها الى صنف منهم يتغاضى
عنها وصنف آخر يحاول تحقيقها وفى محاولة التحقيق يختلفون حول الوسائل
ان محاوله تحقيق المستحيل تبدو وكأنها تتطلب قوة خارقه تعوض امكاناتنا
البشريه المحدوده وقد شاهدنا الكثير من الاعمال الدراميه التى تعالج سد
الفجوة بين الممكن والمستحيل عن طريق الفانوس او العصا او الخاتم او
العقد او الطاقيه التى تتصف بأنها سحريه اذا امتلكتها تكون قادرا على
تحقيق امورا مستحيله بالاستعانه بالعفاريت ان هذا الاسلوب يحاول التنفيس
عن هؤلاء المكبوتين من الظروف الصعبة بدلا من توفير حلول واقعية قد تكون
مكلفه
اذا كان هذا الحال فى اوطاننا فان على الناحية الاخرى من العالم اناس
يعكفون على تحقيق المستحيل بطرق علميه اعتمادا على علم الرياضيات كأساس
ثم باقى العلوم كتطبيق ونظرا لهذا البحث الدائم ظهرت فرضيات رياضاتية
حديثه مضمونها انه لا مستحيل وان فرص تحقيق الامور المستحيلة تزيد بزياده
المحاولات فان كنا مثلا قبل عشرات السنين نرى انه يستحيل تصميم آله
تستطيع حل عدد لا نهائى من المسائل او المشكلات فان معظمنا الان يمتلكها
الا وهى الحواسيب والتى بنيت على اساس رياضى
ولما كان الانسان فى بحث دائم عن تقنيات تضاف للألات الى يستخدمها تجعلها
اكثر ذكاءا وقدرة على التفاعل معه توصل الى مستوى جعل الاله تسمع صوته
وتهمس فى اذنه وتلبى له متطلباته وهو جالس فى مكانه لم يتوقف الامر عند
التواصل بين الانسان والاله وكذا الراحة بل تخطاه الى ان تمتلك الاله
القدرة على توجيه سلوكنا وسلوكها ايضا اعتمادا على مبادئ اخلاقيا بل تخطى
كل ذلك الى مقدرة الاله على فهم ادمغتنا بدون ان نتكلم بشكل يشبه شغل
العفاريت لذا يسمى البعض هذا العصر بعصر الجان
اذا كان الغرب امتلك القوة الخارقه فانه امتلكها بالعلم اما نحن فماذلنا
نحاول امتلاكها عن طريق العفاريت
لقد تناولنا فى مدونة المصاعد بعض من هذه التقنيات سابقا ومدى تأثيرها فى
مجال المصاعد فتناولنا المصاعد الذكية القادرة على فهم وجهه مستخدميها
بدون ازرار والاردوينو والاوامر الصوتية وتكويد او برمجه الاخلاق وكل ذلك
اعتمادا على التكويد وقدرة المبرمج على صياغه برنامج التحكم للمصعد
يساعده فى ذلك الخوارزميات المختلفه والتى هى بالاساس مبدأ رياضاتى وكذا
قدرتنا على تطوير الحساسات فاننا سننهى شغل العفاريت ايضا بتقنيه تجعل
المصاعد تبنى نفسها بنفسها او تغير من قدراتها او اشكالها بنفسها
ان قدرة المصعد على ان يبنى نفسه بنفسه لم تعد من شغل العفاريت بل من شغل
البشر ولكن الفضل هنا للعلماء الذين سخرو العلم لتحقيق المستحيل
توصل العلماء الى مواد قابلة للبرمجة هذه البرمجه تجعلها اكثر قدرة من
المواد الاخرى الطبيعيه او المصنعه على التغير فى البنيه والشكل بايعاذ
ما او اشارة تحكم او ظروف مناخية ما تستخدم هذه التقنية فى تصميم منظومات
قادرة على التحور والتكيف والتشكل مثل العفاريت فان كان الجنى قادرا على
التشكل بين حيوانات او جمادات مختلفه فى زمن بسيط فان المواد القابله
للبرمجه ستجعل عربة المصعد يتغير شكلها فى كل طابق او مع كل نبضه
ان القدرة على التوصل على هذه التقنيه هى نتاج تطبيق وتفاعل بين
الرياضيات والفيزياء والكيمياء وعلوم الحاسوب والهندسة الميكانيكيه
اذا كنا نتمنى ونحن صغارا ان نمتلك طاقيه الاخفاء فإننا الان نراها ممكنه
عتمادا على المواد القابلة للبرمجه فبمجر ايعاذ او اشارة ستختفى العربه
وتصبح غير مشاهده واذا كنا قلقين بشأن حبال المصاعد فإننا الان بصدد
امتلاك حبال قادرة على ان تولد نفسها من جديد او تزداد قدرة على تحمل
الاوزان
حقا انه لمن الاجدر ان يسمى هذا العصر بعصر العفاريت
ليست هناك تعليقات: