نحاول فى موضوعنا الحالى دراسة مراحل تطور صناعة الحساسات المستخدمة فى نظام تشغيل المصاعد بعد عرض مبسط لتوضيح الغرض العام من استخدام الحساسات فى المصاعد
ان نظام التشغيل الذى نعنيه هنا هو كامل المنظومة التى بوسعها تشغيل المصعد سواء برمجيات او قطع صلبه وتعد البرمجيات المخصوصة بالمصاعد بمثابة العمليات العقلية للمصعد والتى سنتناول بعض منها فى موضوعاتنا اللاحقه اما القطع الصلبه اللازمة لتشغيل المصعد فهى تشبه اعضاء الجسم بالنسبة للانسان فكما يحتاج الانسان لرجل او زراع وخلافه كذا يحتاج المصعد لمحرك ودلائل وعربة وخلافه
ولكن كيف للنظام ان يتحكم فى هذه القطع الصلبه او الاعضاء ؟
ان امتلاك النظام للعقل والعمليات العقليه ليس كافيا لادارة باقى الاجزاء
فأصبحنا بحاجه لجهاز عصبى للمصعد للاحساس بباقى الاجزاء وكذا نقل
الاشارات العصبيه بين الاجزاء والعقل وهو ما نعنيه بنقل اشارات التحكم
بين لوحة تحكم المصعد والاجزاء
وبنفس الشبه الذى سقناه بين جسم الانسان وجسم المصعد ينبغى لاتمام العمل بالجهاز العصبى للمصعد وجود خلايا حسيه بواسطتها يتم الربط بين اللوحة وباقى المكونات وهذا ما نعنيه بالحساسات
الا ان الاختلاف بين الخلايا الحسيه فى جسم الانسان والحساسات فى المصاعد ان الاولى تنتشر بكثافه كبيرة على سائر جسم الانسان بحيث قد يحتوى العضو الواحد على ملايين الخلايا الحسية فيستطيع الانسان التفرقه بين الالوان والروائح والاصوات والاستشعار بدقه نعجز امامها ولا نمتلك الا ان نشكر الله على هذه النعم التى لا حول ولا قوة لنا بها ولن نقدر على ايجاد هذه الدقه فى المعدات التى نصنعها مهما امتلكنا من مقومات تتيح لنا التطوير فى هذا الصدد الا بجزء بسيط يتاح لنا بغرض استمرار حركة الحياة
اما حساسات المصاعد فهى محدوده العدد وكذا الاستخدام وربما تكون معظمها مخصص لاداء وظيفه محدوده فقط
سبق وان ذكرنا ان التحكم فى المصعد يتميز عن اى تحكم فى الالات الاخرى بميزة فريده له وهى ميزة تحديد مكان تواجد العربه على مسار الحركه وتعد هذه الوظيفه وتحقيقها محور تطوير دائم ومستمر على انظمة تشغيل المصاعد لذا نحتاج الى حساسات تجعل النظام قادرا على اداء هذه الوظائف هذه الحساسات يتم تركيبها احيانا على العربه او على مسار الحركه نفسه هذه الحساسات مرت بمراحل من تطوير صناعتها الا ان معظمها مازال يعمل جنبا الى جنب مع الحساسات الحديثه وان كانت هذه الانواع القديمه تم تحديث شكلها الظاهرى الا ان فكرة عملها مازالت مستقرة حتى الان ويمكن اجمال انواع او مراحل تطوير الحساسات المستخدمة فى المصاعد فبما يلى
حساسات ميكانيكية
حساسات كهرومغناطيسة
حساسات كهروضوئية
حساسات متقدمة
سنحاول بطريقه مختصرة توضيح فكرة عمل كل منها فى هذا العرض
فكرة عمل الحساسات الميكانيكيه تعتمد على وجود جزء متحرك متصل بنقاط التلامس الكهربيه فعند تحريك الجزء المتحرك يتم فصل او توصيل التقاط الكهربية هذا الفصل او التوصيل يتحكم فى اجراء معين بواسطة اللوحة الرئيسة بطريقه يمكن تشبيهها بطريقه زر الاضاءة فى غرفتك فعند تحريك الزر يضئ المصباح الا ان زر الاضائة يحتاج لتدخل يدوى للفصل والتوصيل اما الحساسات الميكانيكية للمصاعد تعمل معظمها بطريقة استعادة الحالة تلقائيا بمجرد غياب الاثر دون تدخل يدوى
وكانت هذه النوعية تظهر بكثافه فى الانظمة الميكانيكية لتحديد المكان كالسليكتور الميكانيكى ومع ان هذه الحساسات من اولى مراحل حساسات المصاعد الا انها مازالت تعمل فى معظم المصاعد الحالية لوظيفة نهايتى الاتجاه والمشوار لحركة العربة على المسار
اما فكرة عمل الحساسات الكهرومغناطيسة فهى تشبه الحساسات السابقه ولكن المتحكم فى فصل النقاط او توصيلها هو وجود مجال مغناطيسى باستخدام مغناطيس طبيعى او مجال مغناطيسى ناتج عن ملف كهربى
فمجرد تعرض الحساس للمجال المغناطيسى تتصل النقاط ويكون هذا الحساس من النوع المفتوح نقاطه فى الوضع الطبيعى no او تنفصل نقاطه ويكون هذا الحساس من النوع المغلق نقاطه فى الوضع الطبيعى nc او يكون الحساس المغناطيس من النوع القلاب بحيث يكون قطب مغناطيسى قادر على تثبيت حالة الفتح واخر قادر على تثبيت حالة الاغلاق pi
اما فكرة عمل الحساسات الكهروضوئية فهى اقتران الفصل او التوصيل لنقاط الحساس بوصول شعاع ضوئى او انقطاع وصوله بين قطعتى ارسال واستقبال للضوء
كما تتوافر انواع اخرى من الحساسات الكهروضوئيه تمتلك خاصيه مسح المناطق وقياس مدى الازدحام عند عبور الابواب اوعمل ساتر ضوئى للتأمين واخرى تستخدم لارسال الاشارات لمسافات تصل الى ٢٤٠ متر
ومع تطور تصنيع الحساسات وتعقيد مهمات التحكم فى المصاعد ظهرت الحساسات المتقدمة والتى من ضمنها المرمزات الدوارة والتى تعمل بخاصية التشفير الضوئى لنبضات فصل وتوصيل الضوء السريعه والتى تسمى بالانكودرات وقد تناولناها فى موضوع سابق
ومن الحساسات المتقدمة ايضا حساسات تقدير المسافات باستخدام الموجات الصوتيه او الضوئية وقد تناولناها فى سلسلة موضوعات سابقه على هذا الموضوع
الا انه مع تسارع المصعد الزائد بسرعه قد تصل الى عشرين متر فى الثانيه
اصبحنا بحاجه الى حساسات اكثر تقدما لتتناسب مع هذه السرعه العالية وهو ما سنتناوله ان شاء الله تعالى فى موضوعنا القادم فى نهاية دراسة تطور تقنيه عد الطوابق فى المصعد
مواضيع ذات صله
- رحله قيادة المصعد من الشريط المعدنى الى الترانزستورات
- هل صارت المصاعد اكثر ذكاء عندما نبض قلبها
- هل سيتفوق المصعد على الحاسب الالى ومواقع الانترنت
- هل سيصبح الضوء المرئى بديلا عن التحكم السلكى فى المصاعد
- الزجاج يعتلى عرش نظام التحكم فى المصاعد
- هل يمكن توجيه الاشعة الحارقه الى عربة المصعد
- كيف سيتفوق المصعد على البشر فى تمييز الاصوات
ليست هناك تعليقات: